وشنّت طائرات العدو الصهيوني، فجر الإثنين، 80 غارة مكثفة وعنيفة جدا، على أنحاء متفرقة بقطاع غزة المحاصر، وفيما يبدو أن حملات الاحتلال باتت تستشري بشكل أكبر في اجرامها بحق المدنيين في غزة، خصوصاً وأنها حازت على "الغطاء الاميركي" في مجلس الامن.
وفشل مجلس الأمن الدولي، مساء الأحد، في التوصل إلى اتفاق على إلى بيان بشأن العدوان الوحشي الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وهذه هي للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوع التي يفشل فيها المجلس في هذا المسعى.
وعقب جلسة نقاش مفتوحة، استمرت لأكثر من 3 ساعات ونصف الساعة، أصدر مندوبو الصين (تتولي رئاسة أعمال المجلس للشهر الجاري) وتونس (العضو العربي الوحيد في المجلس) والنرويج، بيانا مشتركا طالبوا فيه بالوقف الفوري للأعمال العدائية.
بينما أحجمت الولايات المتحدة الأمريكية عن مطالبة حليفتها إسرائيل بوقف عدوانها العسكري على غزة، ودعت في الوقت ذاته حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية إلى الوقف الفوري للهجمات الصاروخية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الإثنين، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 10 مايو/ أيار الجاري، إلى 200 شهيد وإصابة 1305 بجروح.
وقالت الوزارة في بيان، إن عدد شهداء العدوان المتواصل على غزة ارتفع إلى 200 شهيد، بينهم 59 طفلا و35 سيدة.
وذكرت أن عدد الإصابات ارتفع أيضا إلى 1305، فيما وصفت مصادر طبية جراحهم بالمتفاوتة.
وقال وكيل وزارة الصحة في غزة، يوسف أبو الريش، خلال مؤتمر صحافي بمدينة غزة، إن الاعتداءات الإسرائيلية على مساكن المدنيين تسببت بنزوح أكثر من 40 ألفا (من بين أكثر من مليوني نسمة).
وفي اليوم السابع للعدوان الصهيوني الإجرامي المتواصل على قطاع غزة، فإن الدم والدمار هما سمة شوارع قطاع غزة الرئيسية. كما تعلو السحب السوداء سماء القطاع من شماله وحتى جنوبه، ويبدد لهيب القصف والصواريخ المتفجرة سواد الليل، بينما تأتي أصوات الانفجارات لتبدد سكون غزة، وتثير الرعب في كل مكان.
وضربت عشرات الغارات الإسرائيلية المتزامنة عدة مناطق جنوبي وغربي مدينة غزة، وشمالي وجنوبي ووسط القطاع.
ووفق شهود عيان، استهدف القصف الإسرائيلي مواقع للمقاومة الفلسطينية، وأراضٍ زراعية، وشوارع وبنى تحتية، كما أدى لتدمير مقار أمنية، جنوبي وغربي مدينة غزة.
وتسبب القصف بأضرار كبيرة في منازل ومبان سكنية، إضافة لتدمير واسع في الشوارع ومفترقات الطرق. كما أدى لانقطاع التيار الكهربائي عن مربعات سكنية بمحيط الأماكن المستهدفة.
واستهدفت مقاتلات صهيونية صباح الإثنين، مصنعاً للإسفنج شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، بعدة قذائف فوسفورية حارقة وقذائف دخانية، بحسب بيان صادر عن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني.
وقال البيان: إن القصف أدى إلى اشتعال حرائق كبيرة في مخازن المصنع، كونها تحتوي على مواد سريعة الاشتعال.
وأضاف: تواجه فرق الإطفاء منذ عدة ساعات صعوبات كبيرة في السيطرة على الحريق، وتبذل كل جهودها من أجل منع امتداد النيران لأماكن أخرى ومنازل المواطنين المجاورة.
وأكمل البيان: نُحذر من استمرار استهداف الاحتلال للمنشآت والمصانع التي تحتوي على مواد أساسية وأولية سريعة الاشتعال، كما جرى قبل يومين في أحد المصانع ببلدة بيت لاهيا، واستنزف جهوداً كبيرة في إخماده.
وأوضح أن تكرار استهداف تلك المنشآت يتنزف بشكل كبير قدرات وطاقات فرق كبيرة من جهاز الدفاع المدني في التعامل مع تلك الحوادث، مما يعيق قيامه بمهامه في مناطق أخرى بشكل متزامن في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على جميع مناطق قطاع غزة.
من جهة أخرى، أطلقت زوارق حربية صهيونية متمركزة في عرض البحر، نيران قذائفها صوب شواطئ مدينة غزة وشمالي القطاع.
كما استهدفت المقاتلات الصهيونية أراضي زراعية شرقي مدينة خانيونس، جنوبي القطاع بسلسلة من الغارات العنيفة، حسب شهود عيان.
وشن جيش الاحتلال غارات جوية على منزل في مدينة دير البلح (وسط)، وآخر بمدينة غزة، ما أدى إلى تدميرهما بشكل كامل، إضافة لقصفه أرضا زراعية في مدينة رفح (جنوب).
وفي وقت سابق من ليل الأحد/الإثنين، قصفت الطائرات الإسرائيلية عددا من المنازل والأراضي الزراعية في مدينتي رفح وخانيونس، ومحافظة وسط القطاع، أدت لاندلاع حريق بإحدى الأراضي الزراعية.
ولم تتوفر بيانات حتى الساعة (02.30 تغ) حول حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي.
وأعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، فجر الإثنين، قصف 3 مدن جنوبي إسرائيل، بـرشقات صاروخية مكثفة.
وقالت السرايا، في بيان مقتضب، إنها استهدفت مدن سديروت ونتيفوت وشعار هنيغف، في محيط قطاع غزة، برشقات صاروخية مكثفة.
وأضافت: أن ذلك يأتي ردا على القصف الإسرائيلي وإرهاب المدنيين الآمنين في غزة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، تفعيل صافرات الإنذار جنوبي البلاد، في أعقاب إطلاق الصواريخ الفلسطينية.
ومنذ أيام، يعمد جيش الاحتلال، منتصف كل ليلة، على شنّ سلسلة غارات عنيفة ومتتالية، دون سابق إنذار، على أهداف في مناطق عدة بقطاع غزة.
وكان آخر هذه المجازر، فجر الأحد، حيث استشهد 42 فلسطينيا بينهم 10 أطفال و16 سيدة بعد تدمير عشرات الشقق السكنية على رؤوس ساكنيها، دون سابق إنذار، في شارع الوحدة، بحي الرمال غربي مدينة غزة.
ومنذ 10 مايو/آيار الجاري، يتواصل تصعيد عسكري وميداني كبير في قطاع غزة، نتيجة القصف المستمر على جميع مناطق قطاع غزة، ورد الفصائل الفلسطينية بإطلاق الصواريخ والقذائف باتجاه البلدات الإسرائيلية.
نورنيوز-وكالات