نورنيوز- بعد افتتاحه في صالةِ «رسالات» (بيروت) التي شكّلت محطته الأولى، انتقل المعرض الفنيّ العاشورائي «ما رأيت إلا جميلاً» الذي تنظمه المستشاريةُ الثقافيةُ الإيرانية، إلى «حديقة السيدة المعصومية» في مدينة النبطية (الجنوب) ضمن برنامج غني وطموح يواكب المرحلة الجديدة من نشاط المستشارية في لبنان. أتيحت لنا زيارة المعرض في محطته البيروتية قبل انتقاله إلى الجنوب. وأنتَ تقتربُ من مكان الحدَث، تحدّثُكَ خُطى زينب وأنتَ تلاحقُ أولَ صدى لموسيقى جواد معروفي «الأحلام الذهبيّة»، التي تصدحُ في الأرجاء، حاضنةً معرضاً لأعمالٍ مختلفة لفنانين إيرانيين جاؤوا يقولونَ بعضاً ممّا أجادوا التعبيرَ عنه بطريقتهم الخاصة.
تحدثُكَ خُطى زينب… لأنك جئتَ تعرفُ العنوانَ مسبقاً «ما رأيتُ إلا جميلاً» ولأنّ روحاً فارسيةً تخيّم على المعرضِ، فتسمعُ همهماتِ الفنانين يشرحونَ للحضورِ تفاصيلَ أعمالهم بمساعدةِ مترجمين عربٍ وأجانب. تشعرُ بأنّ «زينب» العربيةَ التي بكيتَ مصيبتَها، تجلّت هنا حضوراً من نوعٍ آخر، محفوفاً بعشقِ أبناءِ هذه الأرض، التي حاول فنانوها أن يعبّروا، فأبدعوا.
المقاهي والمجالس الشعبية والمتاحف لاحقاً، وقد كان لها الأثر البالغ في نفوس الناس لما حملته من زخمٍ عاطفيٍّ أبدع الحكواتي أو «النقّال» في صياغتَه وروايته. ورغمَ أنّ موضوع هذا النوع من الرسم كان في الغالب أسطورة الشاهنامة للشاعر الفردوسي التي كانت ملهمةَ الثورات والحماسة، غير أنّه ارتبط لاحقاً بفنّ قراءة مجالس العزاء على لسانِ الحكواتيين في المجالس الشعبية غالباً.
ستائرُ زيتيّةٌ تنتشرُ على يمينِكَ ويساركَ، فلا تعرفُ من أينَ تبدأُ رحلتَك، حتى يتقدّمَ الفنّان الذي تخطّى هنا عملُه دورَ الفنان إلى أن يكونَ قارئاً حسينياً على طريقته الخاصة. يبدأ محاكاةَ حبّكَ لأهل البيت بابتسامته السمحة، ثم يخبرُكَ أن القصةَ بدأت هناك، عند الستارة أو الجدارية الأولى،…
وكالات