وخلال إتصال
هاتفي تلقاه من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، مساء السبت، وصف الرئيس روحاني،
مساعي باريس الرامية للحفاظ على الإتفاق النووي بأنها جادة، وقال: إن زيارة ظريف
الى فرنسا حظيت بالأهمية على صعيدي الرأي العام والسياسي في المنطقة والعالم.
وصرح: إن النهج
الأساس للجمهورية الاسلامية الايرانية يتمثل بالحفاظ على الإتفاق النووي وهي تبذل
جهودها في هذا المسار، وأضاف: إن تنفيذ أطراف الإتفاق النووي لالتزاماتهم وتأمين
الملاحة الحرة في جميع الممرات المائية ومنها الخليج الفارسي ومضيق هرمز يعدان
بمثابة هدفين رئيسيين في المفاوضات الجارية.
واعتبر روحاني
الهدف من عدم الإلتزام بالإتفاق النووي والإنسحاب الاميركي الأحادي الجانب من الإتفاق
هو إثارة مشاكل عديدة على صعيد العلاقات بين ايران والبلدان الاخرى، معرباً عن أسفه
في ذات الوقت لأن البلدان الاوروبية، عقب الانسحاب الاميركي الاحادي من الإتفاق،
لم تتخذ أية خطوة عملية في مسار تنفيذ تعهداتها.
وأكد إن إلغاء
كافة أشكال الحظر المفروض على ايران يمهّد لمفاوضات مقبلة، وأضاف: إن لم تستطع
اوروبا الوفاء بالتزاماتها فإن ايران ستنفذ المرحلة الثالثة من تقليص إلتزاماتها
في الإتفاق النووي ومن البديهي أن هذه الخطوة، كالمراحل الأخرى، يمكن العدول عنها.
وقال الرئيس
روحاني: إن بنود الإتفاق النووي غير قابلة للتغيير وعلى جميع الأطراف الإلتزام
بها.
وفي جانب آخر
من هذا الإتصال الهاتفي أعرب الرئيس روحاني عن إستيائه للأوضاع الجارية التي يمر
بها الشعب اليمني البريء والمظلوم، مؤكدا القول: أنه لا حل عسكرياً للأزمة في
اليمن بل ينبغي بذل الجهود لإطلاق حوار سياسي وخطوات ضرورية من أجل التوصل الى
سلام عادل وإرساء أمن مستدام في اليمن.
واعتبر
المحاولات الجديدة الرامية لتأجيج نيران الحرب في المنطقة بأنها لا تصب في مصلحة
أي بلد، وأضاف: إن قادة الكيان الصهيوني إرتكبوا أخطاءً جسيمة في حساباتهم إزاء
البلدان الأخرى ومنها ايران والعراق ولبنان وسوريا وهم بدلا عن الإعتذار يفخرون
بممارساتهم العدوانية.
وصرح بأن
المتوقع من فرنسا، بصفتها دولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، أن تسعى في
مسار تنفيذ قرارات مجلس الامن ودعم ميثاق الامم المتحدة.
من جهته وصف
ماكرون، خلال للإتصال الهاتفي زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لبلاده
بالإيجابية، واعتبرها بمثابة تأكيد على حرص الجمهورية الاسلامية الايرانية لتوفير
مصالحها وإلتزامها بمبدأ التفاوض.
وأشار الى إن
الخبراء الايرانيين والفرنسيين حققوا نتائج جيدة على صعيد التوصل الى حلول للمشاكل
القائمة، كما إن إجتماعا يضم خبراء إقتصاديين من كلا البلدين سيعقد في باريس خلال
الاسبوع الجاري، وأعرب عن ثقته في إيجاد حلول للمشاكل العالقة عبر المفاوضات،
واعتبر هذا الأمر بأنه قرار صحيح، مؤكدا في ذات الوقت على الإستمرار بهذا النهج
حتى بلوغ النتائج المناسبة.
واعتبر إنهيار
الإتفاق النووي بأنه سيسر الكثير من المتطرفين على الصعيد الدولي، مؤكدا على البحث
عن أسلوب لضمان المصالح المتبادلة، مؤكدا انه في هذا السياق تسعى فرنسا لإيجاد
حلول للمشاكل السياسية والإقتصادية في العلاقات مع ايران وخفض التوتر في المنطقة.
وكالات