ولم يقتصر الحضور الجماهيري على التأييد الكلامي، بل هو جزء من الواقع، حيث أبدى المشاركون استعدادهم للتضحية وتقديم ما هو أكبر
ولإثبات هذا التفاعل قام مواطنين اثنين بإنفاق سيارة رباعية الدفع لصالح القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير، مباركةً للعمليات التي تطال عمق العدو الصهيوني،حيث أن اندفاع الجماهير إلى الساحات والمشاركة في المسيرات ليس وليد اللحظة، بل هو استمرار لمسيرات أسبوعية متواصلة منذ عامين.
والمسيرات ليست النشاط الوحيد للمجتمع في صعدة، بل هي جزء من حراك واسع يشمل التحاق الكثير من الأفراد بمراكز التدريب في إطار التعبئة العامة، لافتاً إلى أن هذه الخطوات تعكس رغبة شعبية في الاستعداد لمواجهة مباشرة مع العدو، انطلاقاً من إيمانهم بأن هذا الموقف هو جزء من ثقافتهم القرآنية وهويتهم الإيمانية التي تحثهم على نصرة المستضعفين وإحقاق الحق.
وأفاد موقع "المسيرة" أن مسيرات التضامن مع غزة تتجاوز ساحة واحدة في صعدة، حيث تخرج في أكثر من أربعين ساحة تتوزع على مديريات المحافظة، وتتكامل هذه الفعاليات مع أنشطة أخرى لا تقل أهمية، مثل المناورات العسكرية والتطبيقات القتالية التي ينخرط فيها المواطنون بانتظام، بالإضافة إلى حملات المقاطعة الاقتصادية المستمرة، مما يؤكد أن الدعم لغزة هو مشروع شامل ومستمر في صعدة، وليس مجرد رد فعل مؤقت.
وفي المسيرة، تم بث فلاشة لشهيد القرآن، السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، تناول فيها الأوضاع التي تعيشها الأمة، واصفاً إياها بـالذلة والضعف، مرجعاً السبب الرئيسي لهذه الحالة إلى الولاء الخاطئ الذي تبديه قيادات الدول العربية والإسلامية لليهود.
وانتقد الشهيد القائد بشدة قادة الأمة وحكوماتها، واصفاً إياها بـ"الغبية والتابعة"، مشيراً إلى أنهم لم يستطيعوا أن يخلقوا رأياً عاماً ضد الكيان الصهيوني رغم كل ما يمتلكونه من أدوات إعلامية وسياسية، مشدداً على أن هؤلاء القادة هم أصل الذلة التي تواجهها الأمة، وأنهم يمثلون أدوات في يد الأعداء.
ودعا السيد حسين بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه، إلى ضرورة مراجعة هذا الولاء، مؤكداً أن العزة والكرامة لا يمكن أن تتحقق إلا بالولاء لله ورسوله وأوليائه حاثاً الأمة على أن تكون من الذين يعادون اليهود ويجتنبون موالاتهم، وأن يقطعوا علاقتهم بأولئك الذين يوالونهم، لأن ذلك الولاء هو السبب المباشر للذلة التي تعيشها الأمة، واختتم كلمته بالدعاء لله بأن ينير بصائر الأمة ويهديها إلى طريق الحق والصواب.
في السياق أكد بيان مشترك صادر عن مسيرات صعدة "مع غزة.. لن نقبل بعار الخذلان"، على استمرار الجهاد ضد العدو الصهيوني، مباركاً العمليات العسكرية للمقاومة، محذراً بلهجة شديدة الأنظمة التي تدعم الاحتلال.
وأوضح البيان أن الخيار المتمثل في مواجهة العدو الصهيوني والجهاد في سبيل الله هو الأكثر صوابية وحكمة، وأن أي خيارات أخرى لا قيمة لها، بل تزيد العدو طغياناً.
وأشار إلى أن التطورات التي تلت المحادثات الأخيرة في الدوحة أثبتت أن الحلول التفاوضية لم تردع الاحتلال، بل طمعته وزادت من عدوانه، داعياً إلى التمسك بنهج الجهاد المقدس ودعم غزة ومقاومتها.
وحيّا البيان صمود الشعب الفلسطيني التي أثبتت فشل العدو في تحقيق أي نصر يذكر رغم ما ارتكبه من جرائم، مباركاً العمليات المتصاعدة للقوات المسلحة اليمنية التي حققت أهدافها متجاوزة أحدث منظومات الدفاع الجوي الأمريكية والصهيونية، مبيناً أن هذا يضع الكيان أمام حقيقة أنه لا خيار له سوى وقف عدوانه ورفع الحصار عن غزة.
ووجّه البيان تحذيراً مباشراً إلى النظام السعودي، ومعه الأنظمة الأمريكية والبريطانية، وكل من تسول له نفسه أن يتورط في محاولة حماية العدو الصهيوني، لافتاً إلى أن هؤلاء لن يجنوا إلا الهزيمة والخسران، متعهداً مواجهتهم بأعظم مما سبق إذا ما حاولوا دعم الاحتلال.
نورنيوز/وكالات