ومن على منبر صلاة الجمعة اليوم، أكد حجة الاسلام ابو ترابي فرد على أن قائد المجتمع الإسلامي يجب أن يتخذ القرآن دستورا وبرنامجا إداريا له، مشيرا الى أن همّ قائد المجتمع الإسلامي يجب أن يكون إقامة القسط والعدالة، وأن يكون في سلوكه وكلامه وعقيدته مؤمنا ومتعهدا بالقيم الإسلامية، وهذه هي المدرسة التي فتحتها عاشوراء أمام المجتمع الإسلامي وقدمت قراءة صحيحة للإسلام.
وتابع حجة الإسلام والمسلمين أبوترابي فرد: إذا كنا رمزا للقوة في مواجهة الظالمين فإننا منتصرون والحياة لنا"، وهذه هي مدرسة الثورة الإسلامية والمقاومة التي تربى فيها شهداؤنا الأبرار. لقد رأيتم ما كتبه القائد المجاهد في الحرس الثوري الإسلامي اللواء "غلام علي رشيد"، الذي هو نموذج للفكر والتربية في مدرسة عاشوراء. وليعلم العالم والاستكبار العالمي أن أبناء عاشوراء هم الذين يقفون في إيران والعراق ولبنان واليمن وفلسطين وغزة في مواجهة الاستكبار.
ومضى خطيب الجمعة مشيرا الى ان الشهيد اللواء رشيد، قد كتب : "ليت روحي تُقبض بيد المَلَك الجليل عزرائيل، لم نكن نتخيل أننا سنعيش كل هذا العمر، قبل الثورة كنا نظن أننا سنستشهد قبل سن الثلاثين، وخلال 37 عاما بعد الحرب لم يتركنا حجم الأعمال الميدانية والقيادية ليوم واحد، كل يوم من هذه السنوات كان يمر علينا كأسبوع كامل"، موضحا انه يجب أن نعلم أن هؤلاء الرجال ثبتوا على مواقفهم ولم يغمضوا أعينهم حتى صنعوا هذه القوة.
وأشار إلى أن مراسم الأربعين العالمية والعابرة للحدود، مع الاستضافة المميزة من قبل العراق شعبا وحكومة العراق، بلغت ذروة العظمة والشموخ، مقدما الشكر للمسؤولين على توفير الظروف لمشاركة الشعب الإيراني في هذا الحدث الكبير لظهور الإمام المهدي(عج).
الدفاع المقدس ذو الـ 12 يوما طاهر ومقدس
وبمناسبة ذكرى العودة المظفرة للأسرى الأبطال الى الوطن، قال أبوترابي فرد: الدفاع المقدس كلمة طيبة، وكذلك كان الدفاع المقدس الذي استمر 12 يوما طاهرا ومقدسا.
وأضاف:" من أرفع فصول الدفاع المقدس ملحمة الأسرى الأعزاء خلال سنوات الأسر، حيث حوّل أبناء إيران والإسلام تهديدات الأسر إلى فرص استثنائية وعزّزوا العزة الوطنية، في استراتيجية حولت "التهديدات إلى فرص".
وأشار الى إقامة الدورات التعليمية والجامعية حتى في فترة الأسر، وقال: إيمان وصمود الأسرى المحررين الأعزاء دفعا إيران الكبرى الى ساحة المعركة لاستقبال "إيران الصغرى"، فكل الشعب الإيراني خرج في 17 آب /اغسطس ليستقبل الأسرى المحررين بقلوب مفعمة بالفرح والفخر.
وفي إشارة إلى الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد، أكد ضرورة الاستفادة من فرص الدفاع المقدس خلال السنوات الثماني (الحرب الايرانية-العراقية المفروضة 1980-1988)، وكذلك من الدفاع المقدس ذي الـ 12 يوما، كأعمدة لتقدم إيران الإسلامية.
وأشار خطيب الجمعة إلى استسلام العدو الصهيوني أمام الشعب الإيراني، مؤكدا على أن هذا تحقق بفضل قوة الوحدة الوطنية والقدرة العسكرية للشعب الإيراني، وأن الحفاظ على رأس المال الاجتماعي، والنقد البنّاء، والتخطيط للمستقبل القريب والبعيد من أجل الحفاظ على التنسيق بين الحكومة والشعب، والشعب والنخب، والوحدة الوطنية، واليقظة، والرؤية المستقبلية، هي أهم أدوات التنمية ورفع مكانة إيران الإسلامية.
تأديب الكيان الصهيوني وضعنا في موقع القوة
وشدد على أن الأمل في المستقبل هو أهم عامل لبناء المستقبل، وقال: لو لم يُعترف بنا كقوة، لما فاوضونا. ولو أن طهران لم تؤدب الكيان الصهيوني لما كانت في موقع القوة الحالي، وهذا تحقق عبر الحضور المقتدر في الميدان والدبلوماسية.
وتابع ان الحفاظ على مكانة إيران في الميدان مرهون بتطوير التكنولوجيا، وتعزيز القدرة الدفاعية، وزيادة رأس المال الاجتماعي، موضحا ان الميدان يستمد قوته من القدرة الدفاعية، ووحدة الصف الوطني، مؤكدا على ضرورة مواصلة الضغط لزيادة قدرات النظام في كلا المجالين.
وأكد حجة الإسلام والمسلمين أبوترابي فرد أن الحضور الذكي والفاعل لإيران في مجال الدبلوماسية هو ثمرة تحرك رجال السياسة على أساس ثلاثة مبادئ: "الحكمة، العزة، المصلحة"، ويجب عرض عزة واقتدار الشعب الإيراني في جميع الميادين، وشرح منطق النظام الإسلامي القوي للعالم أجمع.
المساس بالاقتدار الوطني من المحرمات
وختم خطيب الجمعة قائلا: كما أشار القائد في كلماته الأخيرة، فإن العلم والعقلانية والدين هي مفاتيح زيادة اقتدارنا، ويجب التركيز على رفع القدرة العقلية والعلمية وتعزيز المعنوية في المجتمع. وفي الظروف الحاسمة الحالية، ومع الدور المحوري للسياسة الخارجية في أمن واقتصاد البلاد، يجب ألا تتحول الدبلوماسية إلى ساحة للخلافات السياسية السطحية والاتهامات والمجادلات غير المفيدة. وعلى أهل القلم والفكر أن يحذروا من أي كلمة قد تمس الاقتدار الوطني، فهذا بلا شك من المحرمات، والقائد يؤكد ويصر على حماية هذا الاقتدار.
نورنيوز/وكالات