ووفقا لوكالة أنباء آنا، فإن إنترنت الأشياء، الذي أصبح أحد أهم التقنيات في العالم في السنوات الأخيرة، حظي بالاهتمام بشكل رئيسي بسبب قدرته على إنشاء اتصالات بين الأجهزة وجمع البيانات البيئية.
وفي الزراعة، يمكن لهذه التكنولوجيا أن تلعب دوراً رئيسياً في تحسين الأساليب التقليدية. يمكن لأجهزة الاستشعار المتصلة بالشبكة عبر إنترنت الأشياء تسجيل المعلومات بشكل مستمر حول درجة الحرارة والرطوبة وهطول الأمطار وعوامل بيئية أخرى. وتتيح هذه المعلومات للبستانيين اتخاذ قرارات أفضل بشأن الري والرش وإدارة أمراض النبات استنادًا إلى بيانات حقيقية ودقيقة.
ومن أهم فوائد هذه التكنولوجيا هو تقليل استهلاك الموارد وتكاليف الإنتاج، إلى جانب تحسين جودة المنتج.
في ظل التحديات البيئية المتزايدة والحاجة إلى إنتاج المزيد من الغذاء بموارد محدودة، أصبحت الحاجة إلى استخدام التقنيات الذكية في الزراعة أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى. يمكن أن تسبب أمراض النبات مثل البياض الدقيقي في بساتين التفاح، والذي يعتبر مرضًا شائعًا ومدمرًا، أضرارًا جسيمة.
إن السيطرة الدقيقة في الوقت المناسب على هذه الأمراض يمكن أن تمنع حدوث انخفاض كبير في إنتاجية البساتين. ولهذا السبب، فإن استخدام أنظمة الإنذار المبكر المصممة بمساعدة التقنيات الجديدة له أهمية كبيرة ويمكن اعتباره أداة فعالة لحماية المنتجات الزراعية
وفي هذا الصدد، أجرت بهاره جمشيدي من قسم أبحاث التحول الزراعي الذكي في معهد البحوث التقنية والهندسية الزراعية التابع لمنظمة البحوث والتعليم والإرشاد الزراعي، وزميل لها، بحثًا.
في هذا البحث تم تقديم حل للكشف المبكر عن مرض البياض الدقيقي في بساتين التفاح باستخدام تقنية إنترنت الأشياء. وكان الهدف هو تحديد الأوقات المناسبة لمكافحة المرض وتقليل حجم الضرر من خلال الاستفادة من البيانات البيئية والأنظمة الذكية.
لإجراء هذا البحث، تم استخدام نظام مكون من أجهزة استشعار لاسلكية لقياس درجة الحرارة والرطوبة النسبية للهواء في بستان التفاح في دماوند، طهران. تم جمع هذه البيانات في الوقت الحقيقي وإرسالها إلى مركز المعالجة عبر بروتوكول اتصال خاص.
وبناء على هذه البيانات، تم إجراء تجربة ميدانية باستخدام سبعة أنواع مختلفة من جداول الرش للتحقيق في فعالية الطرق المختلفة في السيطرة على المرض. يتكون النظام المصمم من أربع طبقات: أجهزة الاستشعار (لتجميع البيانات)، وطبقة الإرسال (لإرسال المعلومات)، وطبقة المعالجة (لتحليل البيانات)، وطبقة التطبيق (لصنع القرار والتوصيات).
وأظهرت نتائج هذه الدراسة أن رش المبيدات في ثلاثة أوقات محددة على أساس درجات حرارة 10 و15 و20 درجة مئوية ومستويات الرطوبة المحددة أدى إلى تقليل شدة وانتشار مرض البياض الدقيقي في الأشجار.
وأظهر العلاج الذي تم تنفيذه على هذا الأساس أكبر قدر من الفعالية في الحد من المرض. كما أظهرت معالجة أخرى، شملت رشتين فقط بدرجات حرارة 10 و20 درجة مئوية، نتائج جيدة وخفضت كمية المبيدات المستخدمة.
وبناء على هذه النتائج، تم تصميم خوارزمية للنظام الذي يحدد الظروف الجوية المناسبة لإعلام البستاني بالأوقات المثالية للرش. وقد أدت هذه الخوارزمية إلى تقليل استخدام المبيدات الكيميائية، وحماية البيئة بشكل أفضل، وفي نهاية المطاف إنتاج تفاح بجودة أعلى وكمية أكبر.
وتكمن أهمية هذا البحث في أنه يوفر للبستانيين أداة دقيقة وبسيطة للسيطرة على الأمراض دون الحاجة إلى زيارات متكررة للحديقة.
وبالإضافة إلى المساعدة في الحفاظ على الموارد الطبيعية وتحسين صحة المحاصيل، تعمل هذه الطريقة على تقليل تكاليف الإنتاج وتحقيق ربحية أكبر للبستانيين. ويتمتع هذا النظام أيضًا بالقدرة على التطوير لإدارة أمراض أخرى والتحديات البستانية، ويمكن أن يصبح نموذجًا لمزيد من الزراعة الذكية.
تم نشر مقالة بحثية علمية مشتقة من هذا البحث المثير للاهتمام والقيم في المجلة الفصلية "البحوث التطبيقية في الطب النباتي". هذه المجلة الفصلية تابعة لجامعة تبريز وتنشر أبحاثًا مبتكرة في مجالات الزراعة وطب النبات.
نورنيوز/وكالات