معرف الأخبار : 223494
تاريخ الإفراج : 5/10/2025 3:45:46 PM
لعبة المماطلة؛ أداة واشنطن الناعمة في المفاوضات النووية مع إيران

لعبة المماطلة؛ أداة واشنطن الناعمة في المفاوضات النووية مع إيران

باستخدام دبلوماسية المماطلة، والغموض الاستراتيجي، والوضوح التام في تقديم المطالب، تسعى واشنطن إلى هندسة الإطار الزمني والمعنوي للمفاوضات النووية لصالحها، ووضع طهران في موقف سلبي.

نور نيوز -  في الوقت الذي دخلت فيه المفاوضات النووية بين إيران وامريكا مرحلة حرجة، ومن المقرر انعقاد جولتها الرابعة يوم الأحد 11 مايو/أيار، يتحدث بعض المحللين عن استخدام واشنطن لتكتيك "دبلوماسية المماطلة"؛ وهي استراتيجية لا تقوم على التعطيل الإداري، بل في إطار الضغط النفسي الموجه.

في الأسابيع الأخيرة، عزز إلغاء الاجتماع المقرر في روما (3 مايو/أيار) دون تحديد بديل محدد، التكهنات بأن الولايات المتحدة تسعى إلى استخدام الوقت كأداة ضغط. يعتقد بعض محللي الشؤون الدولية أن "التأخيرات جزء من استراتيجية الولايات المتحدة لوضع الجانب الإيراني في موقف تخضع فيه قراراته لتوقيت الطرف الآخر".

في حين سبق للمحللين أن تحدثوا عن تكتيك "الغموض الاستراتيجي"، أظهرت مقابلة حديثة مع ديفيد ويتاكر، المستشار السابق لمجلس الأمن القومي الأمريكي ومبعوث ترامب الخاص للشرق الأوسط، أن واشنطن تختار أحيانًا أقصى درجات الوضوح في مطالبها بدلًا من الغموض. في مقابلة مع بريتبارت نيوز، صرّح قائلاً: "يجب على إيران تفكيك المواقع الرئيسية الثلاثة: نطنز، وفوردو، وأصفهان بالكامل، ووقف التخصيب، ونقل المواد النووية إلى الخارج... إذا لم تتوصل المحادثات إلى نتيجة يوم الأحد المقبل، فسيتوقف مسار الحوار".

تكشف هذه الكلمات عن استراتيجية تُعتبر فيها الدبلوماسية ليس وسيلةً للتفاهم، بل أداةً لتحقيق هدف تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية بالكامل. هذه الصراحة جزء من نفس الهندسة النفسية للجانب الإيراني التي تنتهجها واشنطن بلعبة التهديد والحوار في آنٍ واحد.

مع التوقف المؤقت للمفاوضات، ازدادت حدة الخطاب التهديدي. صرّح دونالد ترامب صراحةً بأنه "إذا لزم الأمر، سنستهدف المنشآت الإيرانية بشدة". يشير توافق هذا التهديد مع كلام ويتاكر حول عدم التسامح مع اتفاق ضعيف إلى استراتيجية ضغط مشتركة تجمع بين التهديدات، والتشتيت النفسي، وتعطيل الجدول الزمني.

الهدف النهائي: هندسة الإطار النفسي للمفاوضات

يتمثل جوهر هذه الاستراتيجية في خلق نوع من التبعية النفسية؛ حالة يتحرك فيها الجانب الإيراني، رغماً عنه، ضمن الإطار الزمني والنفسي الذي وضعته الولايات المتحدة. تحاول واشنطن التفاوض ظاهرياً، لكن في الداخل، تجعل البنية الفكرية لفريق التفاوض الإيراني هذا الفريق سلبياً ومتردداً ومتفاعلاً.

الخلاصة: مع أن "التلاعب بالوقت" ليس أداةً واضحةً للقوة الصلبة، إلا أنه بدمجه عناصر التهديد والترقب والمطالب المتطرفة، قد يُحدث تأثيرًا بالغًا على عملية صنع القرار في إيران. المطلوب في مثل هذه الظروف هو تحديد إطار فكري وزمني مستقل، وتعزيز المرونة الاستراتيجية، والتركيز على قدرات التفاوض الذاتية؛ وهي وسيلة لمواجهة ضغط واشنطن الخفي، وإن كان فعالًا.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك