معرف الأخبار : 223153
تاريخ الإفراج : 5/7/2025 3:43:43 PM
احتلال غزة أم تحريف مسار الأزمة؟ فكّ رموز خطاب تل أبيب الأمني

احتلال غزة أم تحريف مسار الأزمة؟ فكّ رموز خطاب تل أبيب الأمني

بينما يتحدث نتنياهو عن عملية لاحتلال غزة بالكامل، تُظهر الوقائع الميدانية والسياسية أن هذا الادعاء لا ينبع من قوة، بل من يأس وأزمة داخلية. صرخةٌ يكمن وراءها ضعفٌ وفشلٌ وتهربٌ من المحاسبة.

يُهدد نتنياهو باحتلال غزة بينما يُواجه الجيش الصهيوني تآكلًا هائلًا في قوته البشرية وجاهزيته العملياتية. إن اعترافات مسؤولين، مثل الجنرال إسحاق باريك، بعجز الجيش عن هزيمة حماس، وعدم رغبة جنود الاحتياط في العودة إلى الخدمة، تُعدّ دلائل واضحة على ضعف تل أبيب العسكري الداخلي. كما أن الضغط المالي الثقيل لهذه العملية وضعف القدرة اللوجستية يُشكلان أسبابًا أخرى للتأجيل المستمر لمثل هذه الادعاءات.

*الميدان بيد المقاومة، لا جيش الاحتلال

لقد زادت المقاومة في غزة، باعتمادها على حرب العصابات، من تكلفة الهجمات البرية على كيان الاحتلال. كما أدى الاستخدام الواسع للألغام والكمائن والهجمات المضادة للدبابات إلى شل حركة جيش الاحتلال. في الوقت نفسه، زعزعت جماعة أنصار الله اليمنية العمق الأمني ​​للنظام الصهيوني على الجبهة الإقليمية بهجمات صاروخية. ولم تكن أنظمة الدفاع الإسرائيلية فعّالة بما يكفي في مواجهة هذه التهديدات.

*الأزمة الداخلية حافز للفرار

يرى نتنياهو أن الحرب وسيلة للهروب من الأزمات الداخلية. ومن خلال تأخير تشكيل لجنة تقصي الحقائق بشأن أحداث 7 أكتوبر، يحاول إدارة الضغوط السياسية والقضاء على منافسيه. وقد هزت احتجاجات عائلات الأسرى الصهاينة والسخط العام أسس سلطة نتنياهو، والحرب هي الحل المؤقت الوحيد لديه للبقاء. وتُظهر المعارضة الصريحة لشخصيات مثل ليبرمان لسياساته ثغرات خطيرة في هيكل سلطة النظام.

*المساعدات الغذائية، أداة حرب إبادة

يعتزم نتنياهو استخدام خطة توزيع الغذاء كأداة للسيطرة الاجتماعية والتهجير القسري للفلسطينيين. ويهدف إسناد هذه المهمة للجيش الأمريكي والمتعاقدين معه إلى إذلال المقاومة وتثبيت استقرار المجاعة الهيكلية. وتُظهر معارضة المؤسسات الدولية لهذه العملية أن المجتمع الدولي قد حذر أيضًا من الأهداف الخفية لهذا الإجراء. إن خطة احتلال غزة بالكامل هي في الواقع غطاء لهذا السيناريو اللاإنساني.

*ترامب وغزة ودور الصهيونية في هندسة التسوية

تتخذ التهديدات العسكرية أبعادًا سياسية أكبر مع اقتراب زيارة ترامب للمنطقة. ومن خلال هذه المبادرات العسكرية، تسعى تل أبيب إلى تعزيز موقف ترامب ودفع مشروع تطبيع العلاقات مع العرب. وتُعتبر هذه التهديدات استعراضًا تكتيكيًا أكثر منها خطة عملياتية. لقد أصبحت غزة أداة مساومة للصهيونية لإعادة بناء المعادلات الإقليمية.


نورنيوز
الكلمات الدالة
نتنیاهوتل أبیبفکّ رموز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك