معرف الأخبار : 145311
تاريخ الإفراج : 7/12/2023 11:41:04 AM
تقرير الفصل العنصري الصهيوني الذي تم التعتيم عليه!

تقرير الفصل العنصري الصهيوني الذي تم التعتيم عليه!

وصفت السيدة ألبانيز الحكومة الصهيونية بأنها نظام سرطاني يحيط بحياة الفلسطينيين حتى خارج السجون، وقالت في تقريرها: "على مدى السنوات الـ 56 الماضية، حكمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال تجريم الحقوق الأساسية للفلسطينيين وسجن العديد من الأشخاص ".

نورنيوز- في خطوة لافتة وصفت مراسلة حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة احتلال الأراضي الفلسطينية من قبل الكيان الصهيوني بالفصل العنصري.

وكتبت السيدة "فرانشيسكا ألبانيز" في تقريرها الخاص إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ؛ يعيش الفلسطينيون في "سجن مفتوح تحت المراقبة المستمرة".

واعتبرت ما يقوم به الصهاينة في الأراضي المحتلة بمثابة "جريمة دولية" واتهمت تل أبيب بتغيير منهجي لاستخدام الأراضي ونزع ملكية الفلسطينيين من أراضيهم.

وبحسب السيدة ألبانيز التي لم يُسمح لها حتى بالسفر إلى الأراضي المحتلة لإعداد تقريرها، فإن تصرفات تل أبيب تتطلب تحقيقاً عاجلاً من قبل المحكمة الجنائية الدولية.

في وقت سابق، اتهمت هيومن رايتس ووتش ومنظمة العفو الدولية الحكومة الصهيونية بالفصل العنصري في تقاريرهما.

ووصفت السيدة ألبانيز الحكومة الصهيونية بأنها نظام سرطاني يحيط بحياة الفلسطينيين حتى خارج السجون، وقالت في تقريرها: "على مدى السنوات الـ 56 الماضية، حكمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية المحتلة من خلال تجريم الحقوق الأساسية للفلسطينيين وسجن العديد من الأشخاص ".

طبقا لهذا التقرير؛ منذ عام 1967 تم اعتبار 800 ألف فلسطيني ، بمن فيهم أطفال في سن 12 عاما ، مذنبين دون أي دليل، واعتقلوا دون أي أمر قضائي وتعرضوا لسوء المعاملة في السجون الإسرائيلية.

تم التأكيد في هذا التقرير على ما يلي: تضع إسرائيل الفلسطينيين في حزمة "التهديد الأمني" وتستخدم الأوامر العسكرية الوحشية لمعاقبتهم على ممارسة حقوقهم الأساسية والمشروعة.

ودعت السيدة ألبانيز إلى إنهاء الاحتلال غير الشرعي لفلسطين وطالبت الدول الأعضاء بالامتثال لالتزامها بعدم الاعتراف بالمستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية واستخدام جميع إجراءاتها السياسية والدبلوماسية والاقتصادية القائمة على ميثاق الأمم المتحدة. ووضع الاحتلال الاستعماري لإسرائيل ومؤسسيها في أيدي العدالة.

نُشر هذا التقرير مع الاعتراف بأن الطبيعة العنصرية للكيان الصهيوني هي مسألة تاريخية، كما حدث في اجتماع ديربان قبل حادثة 11 سبتمبر 2001 ، حيث تم الاعتراف بهذا الكيان كهيكل فصل عنصري وتم التأكيد على مواجهته، إلاّ أن هذه الدعوات لم تلقى آذاناً صاغية من قبل الغرب الذي قام خلافاً لما دعته المنظمات الدولية بممارسة التنمر والغطرسة.

في هذا الصدد ، هناك عدة نقاط مهمة:

أولاً: إن الفصل العنصري وإرهاب الدولة الذي يمارسه الكيان الصهيوني ناتجان عن الدعم الذي لا جدال فيه من الغرب لهذا الكيان. وكمثال على العدوان الأخير والجريمة التي ارتكبها الصهاينة في جنين، نقلت قناة "كان" العبرية عن مسؤول عسكري في الكيان الصهيوني أن تل أبيب أبلغت واشنطن في وقت سابق بنيتها شن هجوم عسكري على جنين.

وفي مثال آخر على هذا الدعم الكارثي والإجرامي، صادقت الحكومة والبرلمان البريطانيان على قانون يمنع مقاطعة البضائع الإسرائيلية في هذا البلد.

حتى أن رد فعل الأوروبيين على الجرائم الأخيرة في جنين كان ذا وجهين وغير رادعي، فبدلاً من اتخاذ إجراءات عملية ضد جرائم محتلي القدس وإدانة عدوانهم، دعا ممثل الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء دائرة العنف وحل سياسي ببيان دبلوماسي فلسطيني وصهيوني.

على الجانب الآخر؛ إن الإجراءات الخادعة والمتحيزة للدول الغربية ، بما في ذلك الاجتماع الأخير لمجلس حقوق الإنسان والذي أطلقت خلاله مزاعم كاذبة ضد إيران، لا سيما من ناحية شكوى كندا وبريطانيا وأوكرانيا والسويد إلى محكمة العدل الدولية بشأن الطائرة الأوكرانية، وتهافت مجلس الأمن حول برامج إيران النووية السلمية وقدراتها الصاروخية والطائرات المسيرة... يجب تقييمها بهدف صرف الرأي العام عن الوضع الحرج للكيان الصهيوني وجرائمه الواسعة.

صمت الغرب على استشهاد الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، بإطلاق نار مباشر ومتعمد من الجيش الصهيوني  واستشهاد خضر عدنان الأسير الفلسطيني بعد 86 يوما من الإضراب عن الطعام في معتقلات الكيان الصهيوني ، وعدم فاعلية تقرير غولدستون حول جرائم الصهاينة في حرب غزة، واللامبالاة لمدة 17 عامًا من حصار غزة و ... دليل واضح على تواطؤ الغرب مع جرائم الاحتلال الصهيوني.

ثانياً: يكشف التقرير المذكور عن شرعية نزعة الفلسطينيين إلى المقاومة المسلحة ضد الفصل العنصري الصهيوني، والتي تتم بشكل أساسي على أساس مبدأ الدفاع الشرعي عن الأرض وحقوق البشر، بينما يتجاهل الغرب هذا الحق الذي لا يتحمّل المساومة، ويصنف الفصائل الفلسطينية بالإرهابية ويزود الصهاينة بأكبر قدر ممكن من الأسلحة المتطورة لمواجهتها.

ثالثاً: لا تحاول وسائل الإعلام الغربية، تشويه الحقائق من خلال فرض رقابة شديدة على أخبار التطورات الفلسطينية وجرائم الصهاينة، ولكنها تحاول أيضا قلب الحقائق وتسليط الأضواء بشكل موارب على شيطنة المقاومة ودول من قبل سوريا ولبنان وايران.

تتجلى هذه القضية بوضوح في التغطية المنحازة لبي بي سي لتقرير السيدة ألبانيز، حيث جاء في تقرير للقناة: "الجماعات الفلسطينية المسلحة، التي سئمت أداء السلطة الفلسطينية أصبحت أكثر قوة وتقاتل مع إسرائيل!"

هذه وسائل الإعلام تخفي في الواقع جريمة الصهاينة وتحاول تصوير الحرب في فلسطين على أنها أهلية من خلال الكذب للتقليل من شأن تقرير السيدة ألبانيز وغيرها من منظمات حقوق الإنسان حول الفصل العنصري في الكيان الصهيوني.

وفقًا لتقرير السيدة ألبانيز  كإجراء فعال ضد الطبيعة الإرهابية والإجرامية للكيان الصهيوني ، الذي اتهم رسميًا هذا الكيان بالفصل العنصري ، فإنه لابد من محاسبة هذا الكيان على جرائمه.


نورنيوز
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك