معرف الأخبار : 100557
تاريخ الإفراج : 7/17/2022 2:09:48 PM
تكرار سيناريو "السقف الزمني".. الغرب أول المتضرّرين منه

تكرار سيناريو "السقف الزمني".. الغرب أول المتضرّرين منه

في وقت يواصل فيه الغرب محاولاته لحصر الرأي العام الإيراني في زاوية لعبة "السقف الزمني للإتفاق"، نراه على أرض الواقع يركع أمام منطق إيران التفاوضي بشكل عملي، وإذا أراد التصرف بحكمة، لا خيار أمامه للخروج من النفق المظلم الذي أدخل الإتفاق به سوى القبول بهذا المسار، خلافاً لذلك لن يكون أي أمل للتوصل الى اتفاق.

نورنيوز- قال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان، الذي رافق الرئيس الأمريكي جو بايدن في جولته الى المنطقة، للصحفيين يوم الجمعة بأن الولايات المتحدة لا تنوي تحديد إطار زمني للمفاوضات بشأن العودة إلى الالتزام المتبادل بخطة العمل الشاملة المشتركة، لكنها لن تنتظر إلى أجل غير مسمى.

بالتزامن مع هذه التصريحات، تداولت وسائل الإعلام الغربية أنباءً تتحدّث عن "سقف زمني" وأن المفاوضات تقترب من نهاية الطريق، كما نقلت رويترز عن مصدر قالت بأنه "مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي"، بأن مفاوضات رفع العقوبات (المفاوضات النووية) تقترب من نهايتها، بينما من غير الواضح ما إذا كانت ستنتهي باتفاق أم لا.

وأوضح هذا المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه: "يمكننا دراسة بعض القضايا التي لم تحل بعد عن كثب، نحن ننتظر أفكارا من طهران وما يقوله الأمريكيون، لا أعرف ما إذا كانت هذه هي نهاية العملية أم لا، لكنها نهاية المفاوضات على ما أعتقد.

وفي وقت سابق ، قالت "كاثرين كولونا" وزيرة خارجية فرنسا الجديدة، إنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وكانت قد زعم في محاولة لرمي الكرة في ملعب الجمهورية الإسلامية أن القرار في الاتفاق يعود لإيران.

وقالت كولونا التي كانت تتحدث للبرلمانيين الفرنسيين: لن ننتظر إلى الأبد رد إيران على المفاوضات النووية، مؤكدة أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر.

هذا النوع من التلاعب بالكلمات من قبل شخصيات سياسية ودوائر إعلامية غربية حول مفاوضات رفع العقوبات لا يعبّر فقط عن استمرار سياسة "التهديد والتفاوض" التي تهدف إلى زيادة الضغوط على ايران بشأن محدودية الفرصة للتوصل إلى اتفاق مع الغرب، في مسعى جديد لتحديد "سقف زمني" للمباحثات في إطار اللعبة التي يمارسها الغرب منذ بدء المفاوضات مع ايران.

ومنذ استئناف المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى، وضع الغرب في عدّة مرات سقفاً زمنياً للتوصل الى اتفاق، فمرّة فيي نهاية ديسمبر ثم وضعوه في بداية فبراير ثم نهاية مارس... الخ، واستمرت هذه العملية حتى اليوم.

هذا النوع من الخطاب، الذي يعدّ مؤشراً على المزاعم الغربية، يثير علامات استفهام عديدة عن سبب تراجع الغرب باستمرار في هذا المجال على الرغم من المواعيد النهائية المتتالية التي يضعها للتوصل الى اتفاق.

أليس مرد هذا الأمر بسبب تفوق إيران في المفاوضات نتيجة مبادراتها المنطقية وامتلاكها للعديد من مكونات القوة التفاوضية في أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية وإقليمية وعالمية، مما أرغم الغرب على التراجع؟

وفي موضع آخر من هذه المسألة؛ اضطلعت وسائل الإعلام وطيف واسع من الهيكل السياسي للدول الغربية على تبعات الضغط على إيران، فلم تتوانى ايران عن الردّ على أي إجراء غربي جائر بحقّها، فسارعت إلى مواصلة التخصيب بنسبة 20 و60 بالمئة وزيادة احتياطياتها من اليورانيوم المخصب.

كما أن يد بايدن الفارغة في مجال الاقتصاد المحلي والسياسة الخارجية عشية انتخابات الكونجرس النصفية، أوصلت شعبيته إلى أقل من 30٪  في حين يريد 82٪ من الأمريكيين عدم تكرار ولايته.

كما أن تفاقم أزمة الغذاء والطاقة في أوروبا بلغت مرحلة، قالت فيه مجلة الإيكونوميست أنه بعد أزمة اليورو في عام 2010 ، وأزمة المهاجرين في عام 2015 ، وصدمة الطاقة في شتاء عام 2022 ، فإن هذا هو التهديد الثالث الذي يمكن أن يدفع أوروبا نحو الإنهيار.

بتعبير أدقّ، في وقت يواصل فيه الغرب محاولاته لحصر الرأي العام الإيراني في زاوية لعبة "السقف الزمني للإتفاق"، نراه على أرض الواقع يركع أمام منطق إيران التفاوضي بشكل عملي، وإذا أراد التصرف بحكمة، لا خيار أمامه للخروج من النفق المظلم الذي أدخل الإتفاق به سوى القبول بهذا المسار، خلافاً لذلك لن يكون أي أمل للتوصل الى اتفاق.


نورنيوز
الكلمات الدالة
السقف الزمنیتکرار
تعليقات

الاسم

البريد الالكتروني

تعليقك