نورنيوز- بعد مرور بضعة أيام على والانفجار والحريق الهائل الذي اندلع على متن السفينة الأمريكية "يو إس إس بونهام ريتشارد" في ميناء "سان دييغو" في كاليفورنيا، ما زالت الأبعاد الرئيسية والسبب وراء هذا الحادث في طي الكتمان، كما ويرفض المسؤولون الأمريكيون الكشف عن أسباب الانفجار.
ورغم أن وسائل الإعلام الأمريكية تحاول تقديم صورة شفافة حول هذه الحادثة من خلال تقديم بعض إحصاءات المصابين واستخدام تقنية نقل الأخبار على أساس نصوص إخبارية قصيرة جدًا لا تتضمن الحقائق الرئيسية، لكن الحقيقة هي أنه حتى الآن لا توجد معلومات واضحة عن سبب وقوع الانفجار وحدود الخسائر المادية والبشرية لهذا الحادث.
السريّة وعدم الشفافية ومجرد تقديم المعلومات العامة التي لا يمكن حجبها هي طريقة أمريكية شائعة للإعلان عن القضايا الحساسة، سيما الأحداث الأمنية والعسكرية.
من ضمن الطرق الأمريكية في التستر على الوقائع، إخفاء حجم الخسائر البشرية جراء الضربة الصاروخية الإيرانية على قاعدة عين الأسد العسكرية الامريكية في العراق، وتحطم طائرة تجسس أمريكية في محافظة غزنة بأفغانستان.
تكنيك "اللعبة العبثية" يعني إخفاء حقيقة حادث ما وراء معلومات واضحة لاطائل منها عن طريق الاعلان عن وقائع الحادثة ضمن جرعات أشبه بعملية التقطير، وهو التكنيك الذي يتبعه الأمريكيون عادة حول الأحداث الحساسة ، ومع مرور الزمن تضيع أسئلة لماذا وكيف وماهو جوهر الحادث حتى يتم صرف انتباه الرأي العام عن طبيعته.
في أحداث هذا العام التي أثارت اهتمام وسائل الاعلام، كالانفجار على سفينة "بونهام ريتشارد"، قدم البيت الأبيض ووسائل الإعلام الأمريكية معلومات غير كاملة وعامة ولا جدال فيها وأنتجت تقارير جماعية بناءً على هذه المعلومات، وفي نهاية المطاف لم يطلع أي شخص على حقيقة هذه الحوادث.
على سبيل المثال، لم يعرف بعد بالضبط عدد القتلى من الجنود الامريكيين جراء قصف "عين الأسد" وحجم الضرر الذي لحق بالقاعدة، أو من هم بالضبط المدراء التنفيذيون لوكالة المخابرات المركزية على طائرة التجسس الأمريكية التي أُسقطت في أفغانستان.
وفي حالة الإنفجار الذي وقع على متن المدمرة الامريكية، لا تزال هناك العديد من الاستفسارات عالقة في أذهان الرأي العام في داخل أمريكا وخارجها، من قبيل لماذا استمرّ الحريق على طول أربعة أيام، ولماذا لم يتم الكشف عن السبب المحتمل للحادث، والعدد الدقيق للإصابات والأضرا، وما إلى ذلك.
والسؤال المهم في هذا الصدد هو ما إذا كانت هذه الطريقة لإخفاء وقائع الحادث مرتبطة بالانفجار والحريق الذي لا يمكن السيطرة عليه والشكوك العديدة الموجودة حول هذه القضية؟ هل هناك علاقة بين عدم الإعلان عن العدد الدقيق لقتلى السفينة المحترقة وعدم ذكر أية أسماء بالإعلان المفاجئ عن مقتل جندي أمريكي في حادث عادي في قندهار بأفغانستان، وهو ما يمكن أن يستم؟
لماذا تم التعتيم على هذه الأنباء فجأة خصوصاً بعد أن أبلغت "سي إن إن" عن انبعاث دخان سام في اليوم الأول من الحريق الذي وقع على متن المدمرة الامريكية، ولم تتكرر في أي من أقسام الأخبار الأخرى؟
هذه المجموعة من الأسئلة والتوقعات هي الحقيقة التي يحاول البيت الأبيض والبنتاغون التستر عليها عن طريق استخدام تقنية "اللعبة العبثية"، التي لازالت تنتهجها أمريكا كما في الماضي.