نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 256059 دوشنبه 19 آبان 1404 10:11

ميناء تشابهار: محور استراتيجي لتحويل إيران إلى الطريق التجاري الرئيسي لأوراسيا

صرح خبير في مجال النقل: في ظلّ التطورات الجيوسياسية العالمية التي غيّرت مسارات التجارة التقليدية، أصبح ميناء تشابهار محورًا لتشكيل كتلة جديدة بين إيران والهند وروسيا وآسيا الوسطى
صرّح خبير النقل محمد مهدي كريمي قهي بأنه في حين غيّرت التوترات الجيوسياسية في العالم مسارات التجارة التقليدية، يتشكل تحالف جديد بين إيران والهند وروسيا ودول آسيا الوسطى. وقال: "محور هذه الكتلة الناشئة هو ميناء تشابهار، بوابة يمكن أن تحوّل إيران إلى الطريق التجاري الرئيسي لأوراسيا". وأضاف: "تُظهر التطورات الأخيرة في سياسات التجارة والنقل الآسيوية أن نظامًا جديدًا قيد التشكل؛ نظام لا يتمحور حول الشرق الأقصى ولا في أوروبا، بل حول مسارات أوراسيا الوسطى". أصبح ميناء تشابهار في جنوب شرق إيران ملتقىً لمصالح أربعة أطراف رئيسية، هي إيران والهند وروسيا ودول آسيا الوسطى. تمديد إعفاء ميناء تشابهار من العقوبات؛ استقرار الوجود الهندي وصرح كريمي قهي: وفقًا لتقرير نشرته وسائل إعلام اقتصادية هندية، تمكنت نيودلهي من تمديد إعفاء ميناء تشابهار من العقوبات لبضعة أشهر أخرى من الحكومة الأمريكية، وهي خطوة تُرسّخ فعليًا وجود الهند في هذا الميناء وتُبقي مسار التعاون الإقليمي متعدد الأطراف مفتوحًا. وأضاف: منذ عام 2016، جرى تطوير تشابهار في إطار اتفاقية ثلاثية بين إيران والهند وأفغانستان. ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وعودة العقوبات، استمرت أنشطة الهند في تشابهار من خلال إعفاء خاص؛ وهو امتياز مُدّد الآن لستة أشهر أخرى، مما يسمح لنيودلهي بمواصلة مشاريعها بموجب عقد تشغيل ميناء مدته عشر سنوات. وأكد خبير النقل أن الميناء ليس مجرد طريق لإرسال المساعدات الإنسانية الهندية إلى أفغانستان، بل يلعب أيضًا، وفقًا للمحللين، دورًا رئيسيًا في الخطة الأوسع لربط الهند بآسيا الوسطى وروسيا. كما تتطلع أوزبكستان وكازاخستان وطاجيكستان إلى استخدام طريق تشابهار لتقليل اعتمادها على شبكة النقل التي تسيطر عليها الصين. ميناء تشابهار: محور استراتيجي لتحويل إيران إلى طريق التجارة الرئيسي في أوراسيا وأشار كريمي قهي إلى أنه: في هذا الصدد، استضافت طهران الاجتماع الثلاثي بين إيران والهند وأوزبكستان الشهر الماضي؛ وهو اجتماع يُعدّ الخطوة الرسمية الأولى للتنسيق العملياتي في الاستفادة من قدرات تشابهار والممر الشمالي-الجنوبي. وأضاف: وفقًا لتقرير "إيكونومي نيوز"، يُعتبر هذا الممر، من خلال ربطه موانئ إيران الجنوبية بروسيا وأوروبا، طريقًا بديلًا لقناة السويس ومبادرة "حزام واحد، طريق واحد" الصينية. وصرح خبير النقل: في الوقت نفسه، تهتم روسيا، عقب الحرب في أوكرانيا والعقوبات الغربية، بطرق نقل بديلة، وتوسّع خطها إلى ميناء تشابهار باستخدام شبكة السكك الحديدية في كازاخستان وأوزبكستان. وقد مهدت هذه العملية الطريق عمليًا لتشكيل كتلة تجارية أوراسية تتمحور حول إيران. وفي إشارة إلى السياسة البحرية الجديدة للهند، أضاف: على المستوى الكلي، تسعى السياسة البحرية الجديدة للبلاد، والمعروفة باسم "ماهساغار" وخطة "ساكرمالا 2.0"، إلى تطوير موانئ وطرق بحرية عابرة للأقاليم. ويمكن لهذه السياسة، بالتنسيق مع مصالح إيران وروسيا، أن تؤدي إلى ترسيخ مكانة طهران في النظام الاقتصادي الجديد. وأضاف كريمي قهي: يجب على إيران تحديد موقعها في هذه الكتلة الجديدة بسرعة أكبر. ففي الوقت الذي تسعى فيه دول المنطقة إلى إعادة تعريف طرق التجارة بشكل مستقل عن الغرب والشرق، يمكن أن يكون تشابهار حلقة الوصل التي ترتقي بإيران من لاعب نقل محلي إلى مركز استراتيجي في أوراسيا. واختتم خبير الترانزيت حديثه قائلاً: يبدو أن تشكيل "كتلة تشابهار التجارية" لم يعد سيناريو ممكناً؛ بل هو واقع مستمر، وواقع إذا لم تستغله إيران في الوقت المناسب، فسوف تضيع الفرصة التاريخية للقيادة في النظام التجاري الإقليمي الجديد.
کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.