نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 246979 سه‌شنبه 1 مهر 1404 16:12

هكذا غيّرت مقاومة غزة المعادلات العالمية

رسمت الذكرى الثمانون لتأسيس الأمم المتحدة والذكرى الثانية لعاصفة الأقصى صورةً جديدةً للمعادلات العالمية؛ عادت فلسطين إلى مركز اهتمام الرأي العام والحكومات، بينما تعيش إسرائيل عزلةً تاريخيةً؛ عزلةً يحاول نتنياهو إخفاؤها بمزيدٍ من القتل.

نورنيوز - أظهر اجتماع الذكرى الثمانين للأمم المتحدة أن عصر تهميش القضية الفلسطينية قد ولّى. لم تعد جهود الغرب، التي استمرت عقودًا، للتغطية على الجرائم الصهيونية بأوصافٍ مثل "الإرهاب" و"الاتهامات النووية لإيران" مجدية. هذه المرة، أصبحت فلسطين محور خطابات رؤساء الدول؛ لدرجة أن فرنسا، الداعمة لتل أبيب منذ زمن طويل، أعلنت رسميًا قبولها بدولة فلسطين. دفعت موجة الدعم العالمي لفلسطين، إلى جانب المظاهرات والمقاطعات الشعبية، النظام الصهيوني إلى مأزقٍ غير مسبوق في المجالات السياسية والفنية والرياضية والاقتصادية. إن اعتراف نتنياهو الصريح بعزلة إسرائيل دليلٌ واضح على فشل استراتيجيات الماضي وانتصار مسار المقاومة.

يُظهر استعراض السجل السياسي لنتنياهو أنه لطالما لجأ إلى الحرب وسفك الدماء للهروب من الأزمات الداخلية وقضايا الفساد. وكلما ازداد الضغط لإجراء انتخابات، شنّ حربًا جديدة على غزة أو المنطقة. وعشية رأس السنة العبرية، وعد أيضًا بتدمير "المحور الإيراني"؛ وهو وعدٌ يُعبّر، أكثر من كونه دليلًا على القدرة، عن حاجته إلى خلق أجواء حرب لتأجيل الانتخابات. هذه النظرة الجنونية تجعل حتى حياة الأسرى الصهاينة في سجون المقاومة تبدو بلا قيمة، وتُظهر أن بقائه السياسي يُقدّم على كل شيء آخر.

الواقع الميداني وأوهام تل أبيب

إن كلمات نتنياهو المُطنبة عن "النصر في غزة" و"تدمير حماس" لا تتوافق مع الواقع الميداني. لا تزال مقاومة غزة قوية بعد 23 شهرًا، وقد فشل الجيش الإسرائيلي في تحرير أسراه. أقرّ القادة العسكريون الصهاينة بعجزهم أمام حماس، واعتبروا الدخول في معركة حضرية انتحارًا. في الوقت نفسه، دفعت العمليات الصاروخية والطائرات المسيرة اليمنية إسرائيل إلى اليأس، بل وأجبرت الولايات المتحدة على التراجع. وقد أظهرت تجربة الحروب السابقة، بما فيها حرب الاثني عشر يومًا، أن أي تهديد لإيران سيُقابل بردٍّ ساحق ورادع؛ وهو واقعٌ يُحوّل تهديدات نتنياهو إلى شعارات فارغة.

المسؤولية الإقليمية والعالمية

لقد زاد إصرار نتنياهو على مواصلة الجريمة والحرب من خطر تصعيد الأزمة في الشرق الأوسط. يجب على دول المنطقة مواجهة هذا النهج الجنوني بتقارب سياسي ودعم عملي للمقاومة. كما أن ضغط الرأي العام والحكومات على الغرب يمكن أن يدفعهم إلى الانتقال من مواقفهم الدعائية إلى إجراءات عملية ضد تل أبيب. إن إنجازات المقاومة في غزة، والقبول الواسع للدولة الفلسطينية في المحافل الدولية، يُظهران أن السبيل الوحيد لنيل حقوق الشعب الفلسطيني هو المقاومة الفاعلة، لا التنازل. في الوقت نفسه، يجب على إيران أن تكون مستعدة للرد بحزم على أي تهديد من الكيان الصهيوني، من خلال الحفاظ على تماسكها الداخلي وتعزيز قدراتها الرادعة، لأن مستقبل المنطقة يعتمد على قرارات اليوم.

کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.