نورنیوز

NourNews.ir

شناسه خبر : 245583 سه‌شنبه 25 شهریور 1404 16:24

بين الإذلال المتكرر وخيانة اللندنيين لأوروبا

تُشير زيارة دونالد ترامب إلى لندن، وما صاحبها من احتفالات ملكية وأزمات داخلية واقتصادية متزامنة لترامب وستارمر، إلى إعادة إنتاج سياسات ملكية بالية، وتقارب معادٍ لأوروبا وأمريكا، وتصاعد التوترات الإقليمية والعالمية.

نورنيوز : تُسلّط زيارة ترامب الرسمية إلى لندن، وما صاحبها من احتفالات ملكية وحضور الملك تشارلز الثالث ملك إنجلترا، الضوء مجددًا على السياسات الملكية البالية والسلوكيات الأنانية للملكية. فبينما يُطالب 70% من الشباب الإنجليزي بإنهاء النظام الملكي، يعتبر جزء كبير من الشعب الأمريكي سلوك ترامب دليلًا على الديكتاتورية وفشل الديمقراطية. هذه الرحلة، أكثر من كونها دبلوماسية بحتة، هي إعادة إنتاج للإذلال العلني واستعراض للقوة الشخصية. في الوقت نفسه، أثّرت أزمة شعبية ترامب وستارمر والمشاكل الاقتصادية الداخلية على الدافع السياسي لهذه الرحلة.

بريطانيا والصراع مع السياسات الأوروبية

طالبت بريطانيا باستقلالها بمغادرة الاتحاد الأوروبي (بريكست)، لكنها الآن، ومع عودتها الجزئية إلى المجتمع الأوروبي، مُلزمة بتنسيق سياستها الخارجية. إن استضافة ترامب بحفاوة في ظل توتر العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة، تُشبه في أكثر من أي شيء آخر نوعًا من الخيانة والأنانية. كما تم التشكيك عمليًا في اتفاقية التجارة الأخيرة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية جديدة. قد يُسبب هذا السلوك من جانب لندن خلافات بين الدول الأوروبية، ويشجع ترامب على استخدام الضغط والتهديد في السياسة الخارجية.

تصعيد الحرب الأوكرانية بدلًا من السلام

يُظهر السلوك الأخير لأوروبا والولايات المتحدة تهميش سياسات السلام، وهيمنة نهج الحرب. تُرسل بريطانيا وفرنسا رسالة مباشرة إلى روسيا من خلال نشر طائرات مقاتلة وعمليات لحلف الناتو في بولندا. كما صوّر ترامب روسيا كمعتدية لأول مرة، ودعا أوروبا إلى المشاركة في العقوبات المفروضة على روسيا والصين والهند. وبالتالي، فإن أحد أهم أهداف زيارة ترامب هو تصعيد التوترات في أوكرانيا وتمهيد الطريق لحروب إقليمية ودولية.

تقارب لندن وواشنطن ضد إيران وفلسطين

يستمر التقارب بين بريطانيا والولايات المتحدة في التركيز على دعم النظام الصهيوني والضغط على إيران. وتشير الإجراءات الأمريكية الأخيرة ضد معارضي النظام الصهيوني، وقمع الاحتجاجات الداخلية، والضغط على الطلاب المؤيدين للفلسطينيين، إلى استمرار هذا النهج. على الصعيد الدولي، تواصل بريطانيا والولايات المتحدة سياستهما العدائية في اجتماعات مجلس الأمن بتكرار الاتهامات ضد إيران ودول أخرى. لن تكون زيارة ترامب إلى لندن ذات معنى دون المضي قدمًا في برنامج دعم إسرائيل والضغط على إيران، كما أنها تشير إلى استمرار نهج التهديد والعقوبات في السياسة الخارجية.

کلیه حقوق این سایت برای نورنیوز محفوظ است. نقل مطالب با ذکر منبع بلامانع است.
Copyright © 2024 www.NourNews.ir, All rights reserved.