أفادت وكالة آنا الإخبارية، ويقع المركز في منطقة "إي-تاون" جنوب شرقي العاصمة، ويُعد الأول من نوعه في البلاد، إذ يعتمد كلياً على الروبوتات لأداء المهام التشغيلية، من تقديم الخدمات داخل المطاعم والصيدليات، إلى تنفيذ العروض الترفيهية والتعامل مع الزوار. ويهدف المشروع، الذي يحمل اسم "متجر 4S"، إلى أن يكون منصة متكاملة تجمع بين البيع والخدمة وتجربة العملاء وتقديم قطع الغيار، في بيئة تفاعلية تُستخدم أيضاً لاختبار الروبوتات وأنظمة التشغيل في ظروف واقعية.
ويضم المول أكثر من 100 روبوت من أكثر من 40 شركة صينية متخصصة، من بينها "يو بي تيك روبوتيكس" و"يونيتري روبوتيكس"، وتتنوع وظائفها بين الروبوتات الخدمية والتعليمية والترفيهية، بما في ذلك روبوتات تجسّد شخصيات علمية وتاريخية، وأخرى تلعب كرة القدم أو الشطرنج.
ويتيح المركز أيضاً خدمات بيع وتأجير الروبوتات، بأسعار تبدأ من 2000 يوان صيني (نحو 278 دولاراً أميركياً) وتصل إلى ملايين اليوانات، تبعاً لنوع الروبوت ومهامه.
وفي تصريحات إعلامية، أكد المدير التنفيذي للمشروع، وانغ ييفان، أن الهدف من هذا المول "تسريع تحويل النماذج البحثية في قطاع الروبوتات إلى منتجات قابلة للتسويق"، مشدداً على أهمية توفير حلول ذكية تستجيب لاحتياجات المستهلكين، وليس الاعتماد فقط على قدرات المصنعين.
ورغم الطفرة التقنية اللافتة، فإن التحديات لا تزال قائمة. ففي أحد العروض، فشل روبوت مبرمج لفرز النفايات في إتمام مهمته، ما استدعى تدخّل بشري لإعادة تشغيل النظام، وهو ما يسلّط الضوء على الفجوة التقنية بين محاكاة الإنسان وتحقيق الكفاءة الكاملة.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تسعى فيه بكين إلى تعزيز موقعها كقوة رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدعم حكومي ضخم تجاوز 20 مليار دولار العام الماضي، وتخطيط لإطلاق صندوق استثماري بقيمة تريليون يوان (نحو 137 مليار دولار) لدعم الشركات الناشئة في مجالي الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
ويُنظر إلى هذا المشروع كمؤشر على مستقبل يلوح في الأفق، حيث تتقلص فيه أدوار البشر تدريجياً داخل بيئات العمل، بينما تتقدّم الآلات لتشكّل النواة الجديدة للاقتصاد الذكي.