نورنيوز- أوردت مؤخراً صحيفة سانديتايمز اللندنية في تقرير لها: اعتبر وزير الداخلية البريطاني الحرس الثوري الإيراني أكبر تهديد للأمن القومي للبلاد.
في هذا التقرير ، نُقل عن مصدر مقرب من وزيرة الداخلية البريطانية سويلا برافرمان قوله إن الحرس الثوري ربما كثف أنشطته وأن الجواسيس الإيرانيين يستخدمون العصابات الإجرامية لمهاجمة معارضي الجمهورية الإسلامية في بريطانيا.
منذ بضعة أشهر زعمت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أنه تم تحديد وإحباط 15 مؤامرة إيرانية الأصل!
وفي فترة سبقت ذلك، زعم البريطانيون أنهم زادوا من عامل الأمن للناس ووسائل الإعلام المعادية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
دون شكّ لم تدم هذه الفبركات الإعلامية طويلا إذ جرى تهميشها وإخفائها عن الرأي العام وسط صمت إعلامي دون تقديم أي شهود أو وجود دلائل على وقوع هذه الأكاذيب.
كما تكرر في الآونة الأخيرة ذات السيناريو في وسائل الإعلام حول استعداد البرلمان والحكومة البريطانية لوضع اسم حرس الثورة الاسلامية في قائمة الجماعات الإرهابية، والتي تم تهميشها أخيرا بسبب الخوف من تبعاتها.
ولكن إذا ألقينا نظرة فاحصة على سوابق بريطانيا، نستطيع أن نرى بأن إعادة فتح القضية المزعومة حول أنشطة حرس الثورة الإسلامية وما يسميه خصوم إيران تهديدا من عدة زوايا:
أولاً: لا يخفى على أحد أنه كلما غرق البريطانيون في أزمات داخلية مستعصية، فإنهم يسعون لتسويغ أزماتهم بإختلاق أكاذيب حول قضايا خارجية. اليوم لابد من اعتبار اشتداد أزمة شرعية "تشارلز الثالث" واستياء 66٪ من الناس على "ريشي سوناك" مع مقاطعة الأزمة الاقتصادية البريطانية وبالطبع الحركات المعادية للإنسان ضد المهاجرين أهم أسباب التوقعات الأخيرة ضد الحرس الثوري والجمهورية الاسلامية الايرانية.
ثانيا: نظراً لفشل مشروع الفوضى والتخريب في الخريف الماضي في إيران والفضائح العديدة للتيارات المعادية للثورة، بمثل هذه الإجراءات وبدعم من وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية التي تتخذ من لندن مقراً لها، يبحث البريطانيون عن تنفيذ عملية تنفس إصطناعي لنفس المشروع السابق.
ثالثاً: إن إنسجام وتناغم المزاعم المتكررة للبريطانيين مع الحركات الأمريكية المعادية لإيران في الآونة الأخيرة يستحق التأمل ويظهر اشتداد أجواء الترهيب من إيران.
في الواقع ان تكرار الادعاء الكاذب وغير الموثق ببيع طائرات إيرانية بدون طيار لروسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، إلى جانب المزاعم بشأن الترويج لتحركات عسكرية أمريكية في الخليج الفارسي، قضايا يمكن ربطها بما ذكرناه سالفاً.
لهذا إن جملة هذه التحركات المثيرة للجدل من قبل أمريكا وبريطانيا لا يمكن فصلها عن بعض التطورات في غرب آسيا. فمن ناحية فشلت سياسة العقوبات والضغوط الامريكية للحد من الوجود البحري الإيراني، الأمر الذي دفع واشنطن إلى تقليل أهمية هذا الإنجاز البحري الكبير لإيران، ولهذا يعتبر هذا المخطط جزء من أهداف إدعاءاتهم الأخيرة.